کد مطلب:240957 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:123

ذبح کما یذبح الکبش
روی الشیخ الصدوق بإسناده عن الریان بن شبیب قال دخلت علی الرضا - علیه السلام - فی أول یوم من المحرم فقال: «یا ابن شبیب أصائم أنت؟ قلت: لافقال: إن هذا الیوم هو الیوم الذی دعا فیه زكریا - علیه السلام - ربه عزوجل فقال:

«رب هب لی من لدنك ذریة طیبة إنك سمیع الدعاء»: فاستجاب الله له و أمر الملائكة فنادت زكریا «و هو قائم یصلی فی المحراب إن الله یبشرك بیحیی». فمن صام هذا الیوم ثم دعا الله عزوجل استجاب الله له كما استجاب الله لزكریا ثم قال: یا ابن شبیب إن المحرم هو الشهر الذی كان أهل الجاهلیة یحرمون فیه الظلم و القتال لحرمته، فما عرفت هذه الأمة حرمة شهرها و لاحرمة نبیها لقد قتلوا فی هذا الشهر ذریته و سبوا نساءه و انتهكوا ثقله فلا غفرالله لهم ذلك أبدا، یا ابن شبیب إن كنت باكیا لشی ء فابك للحسین بن علی بن ابی طالب - علیهم السلام -؛ فإنه ذبح كما یذبح الكبش و قتل معه من أهل بیته ثمانیة عشر رجلا ما لهم فی الأرض شبیهون...» [1] .

قال الطریحی: الكبش: فحل الضأن فی أی سن كان، و قیل الحمل إذا أثنی [2] و إذا خرجت رباعیته. و الجمع كباش ككتاب، و كبش القوم سیدهم... كان المشركون ینسبون النبی - صلی الله علیه و آله - إلی أبی كبشة، و كان أبوكبشة رجلا من خزاعة خالف قریشا فی عبادة الأوثان و عبد الشعری [3] فلما خالفهم النبی - صلی الله علیه و آله - فی عبادة الأوثان شبهوه به قیل هو نسبة الی جد النبی - صلی الله علیه و آله - لأمه فأرادوا أنه نزع الیه فی الشبه [4] .

قال التستری فی الخصائص الحسینیة بعد حیث ابن شبیب: و فی الحدیث نكتة



[ صفحه 257]



حیث أنه عبر عنه بالذبح، و عن أهل بیته بالقتل؛ و ذلك لأنهم قتلوا بالجراح و ما توا بعد الوقوع علی الأرض بسبب الجراح، و لكنه علیه السلام قتل أیضا بالجراح و وقع علی الأرض یجود بنفسه تو كان ما فیه كافیا فیما أرادوه و لكن لم یكتفوا فذبحوه كما یذبح الكبش: یعنی قبضوا علیه و حزوا رأسه الشریف [5] .

المثل بذبح الكبش ناظر إلی عدم الاكتراث بذبحه علیه السلام كما لم یكترثوا بالكبش أو إلی كیفیة الذبح من موضع النحر فی الكبش كذلك ذبح علیه السلام من نحره، و لاینافی ما جاء فی ندبة زینب بن علی علیهماالسلام: «هذا حسین محزوز الرأس من القفا» [6] إذ یتحقق الذبح من النحر مقلوبا و مكبوبا كما نقل بالذبح مواجهة و إتمامه قفاء فی المقتل [7] سلام الله علیك یا حسین.



[ صفحه 258]




[1] عيون الأخبار 233:1، باب 28، الإقبال 545، آل عمران: 39 - 38.

[2] دخل في العام الثاني.

[3] النجم المعروف و لفظ المصدر «الشعراء».

[4] مجمع البحرين في (كبش).

[5] الخصائص 128 - 127 و قضوا عليه و لفظ الكتاب «قبضوا عليه».

[6] البحار 60 - 59/45.

[7] نفس المهموم 226. و يمكن أن يكون الذبح كناية عن الحز المطلق نحرا أو القفا أو النحر من القفا. و لايخفي أنه جاء التنظير في قصة إسماعيل بن إبراهيم بأن الحسين عليه السلام تذبحه طائفة من أمة محمد كما يذبح الكبش؛ عيون الأخبار 166:1 باب 18.